سيناريوهات أسعار الدولار.. هل وصلت العملة الأمريكية إلى الذروة؟
أثار وصول الدولار إلى أعلى سعر له في 20 عاماً أمس الكثير من التساؤلات حول مستقبل العملة الأمريكية وتأثيراتها العالمية وهل هناك صعود قادم أم أنها وصلت إلى حد الذروة وستدخل مرحة الهبوط مستقبلاً وإن حدث فما هي مدته؟
\r\n\r\nوارتفع الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ 20 عاماً أمس مقابل العملات الرئيسية الأخرى بعد أن أشار رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول إلى أن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة لفترة أطول من أجل كبح جماح التضخم المتصاعد.
\r\n\r\nوصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الأخرى، إلى قمة جديدة لم يكن قد بلغها منذ عقدين من الزمن عند 109.48، بحسب رويترز، ليترك العملات الأوروبية في حالة ركود حتى على الرغم من التصريحات المتشددة للبنك المركزي الأوروبي والتي عززت التوقعات برفع سعر الفائدة في سبتمبر.
\r\n\r\nوارتفع اليورو نحو 0.3%، لكنه ظل دون مستوى التعادل مع العملة الأميركية عند 0.9993 دولار.
\r\n\r\n
\r\nوتعليقاً على المؤشرات الأخير للعملات، قال الكاتب روتشر شارما، في تقرير له بصحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) البريطانية، بحسب موقع الجزيرة نت اليوم: "قد يبدو الدولار الأمريكي قويًّا لكن نقاط ضعفه في تصاعد مستمر؛ ففي هذا الشهر، ومع ارتفاعه إلى مستويات غير مسبوقة منذ ما يقرب من 20 عاماً، استند المحللون إلى حجة قديمة للتنبؤ بالوضع القادم للورقة الخضراء".
ويضيف الكاتب أن "ما وقع قبل عقدين من الزمن يشير إلى أن ما يحدث للدولار ليس ارتفاعاً فحسب، بل هو اقتراب من الذروة". فرغم انخفاض الأسهم الأمريكية في ظل انهيار شركات "الدوت كوم" آنذاك، "استمر الدولار في الارتفاع قبل أن يدخل في انخفاض بدأ في عام 2002، واستمر 6 سنوات كاملة".
\r\n\r\n
\r\nولم يستبعد الكاتب أن تحدث نقطة تحول مماثلة قريباً، لكن في هذه المرة قد يستمر انخفاض العملة الأمريكية مدة أطول، وفق توقعاته، مشيراً إلى أن قيمة الدولار مقابل العملات الرئيسة الأخرى تزيد الآن بنسبة 20% على اتجاهها الطويل الأجل، وتتجاوز الذروة التي بلغتها في عام 2001، بغض النظر إن كان تم تعديلها لمراعاة التضخم أم لا.
ويقول الكاتب "منذ السبعينيات، استمر الارتفاع المعتاد في دورة الدولار نحو 7 سنوات، أما الارتفاع الحالي فيدخل عامه الـ11".
\r\n\r\nويرى الكاتب "إذا كان الدولار على وشك الدخول في اتجاه هبوطي، فإن السؤال المطروح: هل هذه الحالة ستستمر مدة طويلة، وتتعمق بما يكفي لتهديد مكانته باعتباره العملة الأكثر موثوقية في العالم؟".
\r\n\r\nويؤكد أنه إلى جانب العملات الأربع الكبرى للولايات المتحدة وأوروبا واليابان والمملكة المتحدة، هناك أيضًا فئة أخرى من العملات تشمل الدولار الكندي، والدولار الأسترالي، والفرنك السويسري، والرنمينبي (الاسم الرسمي للعملة الصينية)؛ وهي تمثل الآن 10% من الاحتياطيات العالمية بعد أن كانت 2% فقط في عام 2001.
\r\n\r\nوكل هذه العملات جاءت مكاسبها وتسارعت خلال الوباء بشكل أساسي على حساب الدولار الأمريكي الذي تراجعت حصته من احتياطيات النقد الأجنبي إلى 59% وهو أدنى مستوى له منذ عام 1995، وفقاً للكاتب الذي رأى أن العملات الرقمية رغم تضررها الآن فإنها تظل أيضا بديلاً طويل المدى.
\r\n\r\nليس هذا فحسب، بل إن الكاتب يعتقد أن تأثير العقوبات الأمريكية على روسيا -التي تظهر مدى تأثير الولايات المتحدة على عالم يتحكم فيه الدولار- يدفع العديد من البلدان إلى الإسراع في البحث عن خيارات بديلة، على غرار ما قامت به أكبر اقتصادات جنوب شرق آسيا من تسوية للمدفوعات فيما بينها بعملاتها مباشرة، متجنبة استخدام الدولار، كتعاملات ماليزيا وسنغافورة مع الصين.
\r\n\r\nويختم الكاتب تقريره بالقول إن الدولار اليوم، كما في عهد "الدوت كوم"، "يبدو أنه يستفيد من وضعه كملاذ آمن، غير أن المستثمرين لا يسارعون إلى شراء الأصول الأميركية للتقليل من مخاطره"، ويضيف "لا تنخدع بالدولار القوي، فعالم ما بعد الدولار قادم".
\r\n\r\n
\r\nماذا عن اليورو؟
تواجه العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) صعوبات أمام العملات الرئيسة الأخرى، متأثرة بتداعيات حرب روسيا على أوكرانيا على أسعار الطاقة التي بلغت مستويات قياسية، والمخاوف من حدوث ركود بسبب هذه الأزمة.
\r\n\r\nويقول المحلّل لدى شركة "ويسترن يونيون" غيوم دوجان "في مواجهة خطر النقص الذي يهدد أوروبا هذا الشتاء، نلاحظ حساسية للأسعار إزاء أي خبر سيئ".
\r\n\r\n
\r\nوتدور التساؤلات الآن عن المستوى الذي يمكن أن يتدنّى إليه اليورو. وحسب تقرير بصحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن ضعف اليورو من علامات تباطؤ الاقتصاد، وينقل عن جيل مويك كبير الخبراء الاقتصاديين في مجموعة "أكسا" للتأمين قوله "يبدو أن الركود بات محتملاً، قد لا يكون في الربع الثالث من العام، لأننا ما زلنا نستفيد من انتعاش ما بعد جائحة كوفيد-19، ولكن ربما بحلول نهاية العام".
أما المحلل والخبير الاقتصادي دانيال ملحم فيعتقد -في حديث سابق للجزيرة نت- أن ضعف سعر اليورو ليس ناتجاً بالدرجة الأولى عن ضعف منطقة اليورو أو الحرب، بل عن قوة الدولار وتزايد الطلب عليه في الأسواق العالمية، وذلك ما يدفعه إلى هذا الصعود الكبير.
\r\n







